46

أيّ مكانٍ  أصبحَ  عبرَةْ   لمْ ترهُ الشمسُ سوى مَـّرةْ

للعَـالَــمِ   مُـعـجـزةً   كُبْرى   في عصرٍ قد أصبحَ ذكْرى

45

ما أكبـــــرُ ظِلٍّ في الدنيا   قد يحــدث في أي مكانٍ

يُبْصرهُ الناظـرُ أحيانا   صلّـوا  للهِ  إذا  كانا

44

لهُ رِجلانِ مـــــن صَلْبٍ   لهُ عينانِ  ليسَ  يرى

لـهُ  حَـدُّ  بـهِ  قَـطَـعَا   يفرّقُ إنْ هـو اجتمعا

43

مُبصـرهُ  لا  يركبُهْ       مـن كان هذا مركبُهْ

راكـبهُ ليــس يراهْ   فبعد ذاك لا نراهْ

42

صانعـهُ  يبيعـهُ   ومشــــتريه ناقلٌ

صاحبهُ لـيسَ يراهْ   لغيرهِ  قد  اشتراهْ

41

أصابعهُ بـلا عَظـــمٍ   لهُ  كـالناسِ  إبهامٌ

ولا  لحـــــــمٍ  ولا  دَمِّ   ولكــنْ ليسَ من لَحْمِ

40

مــــــــا معدنٌ  مُتميِّزٌ   وهـــو الوحيدُ بكوننا

مــثلُ اللجينِ السائلةْ   فــي حالةٍ هي سائلةْ

39

مُتَنفِّسٌ مــن غيرِ روحٍ   لا  يستطيــــــــع  تنفّساً

والهواءُ لـــــهُ عَمَلْ   إلا إذا بـــدأ العملْ

38

في الأرضِ مهمـا قد علا   إذا  ربطــــــــتهُ  مشـى

لا يرتقي إلى الشرَفْ   وإنْ  فكـكـتهُ  وقفْ

37

مـــــا أخضرٌ في بيعهِ   وأحمــــــرٌ بين اليدينِ

وأســــــــودٌ إِنْ بُلَّلا   لـــــــــونهُ قد هَللاِّ

36

وابيـــــــضَ  لكّنهَ  وَسِخٌ   وقد كان أسودَ فيما مضى

وإن صـــار أسودَ  فهو  نظيفْ   وقـد صارَ أخضرَ رغم الخريفْ

35

نبــعانِ فاضا للبشَرْ   حـــــــوّاء ما ذاقتهما

لـــــم يسقِ ماؤهما شجَرْ   وكـــــذا أبوك، أبو البشرْ

34

أيّ  حيــــــوانٍ  عـجيبٍ   وهـــو في القلبِ نباتٌ

لجــيوشِ الأمـسِ جَـرْ   ثـــلــثـاهُ  حَــرفُ  جـَرْ

33

وذي وجهين مـمدوح   وليـــــــسَ منـافـقـاً أبداً

بلا سمــعٍ ، وليس يرى   عليــمُ ، عَـلَّـــــمَ  البـشرا

32

ما شيءُ مـن صُنع يدنا   العالـــــمُ أصبحَ يعشقهُ

نهـــــــواهُ ولكنْ نضربُهُ   لا نعرف مــن لا يرغبهُ

31

وطائرةٍ تطيرُ بلا جــــناحٍ    وتبكي دونما عينٍ وجـــفنٍ

وسَــــائرةٍ  تسيرُ بغيرِ رِجْلِ   وتفقدُ حَملها فــــي كُل سَهْلِ

30

خَبِّرونِـي عن  عَمارَةْ   كُوِّنَتْ مــــــِن ألفِ بيْتٍ

بُنيتْ عَصْـر الحَضارَةْ   جَـمَـعـَتْ  كُــلَّ  العـِبارَةْ

29

وواقـفـةٍ  عـلى  رِجْـل ٍ   إذا ما حَـلَّ فَصلُ الصَّيْفِ

ومُسْـرِعــةٍ  ولا  تتعَبْ   صَــــــارتْ للورى مَطْلَبْ

28

مـــاءٌ لا  ينـزلُ من جَــوٍّ   ماءٌ لا يخرجُ مـن أرضٍ

قــــدْ ينزل ُ حُلْوا ً أو مالحْ   قد يخـرجُ مـــن أمرٍ جارِحْ

27

أُنثــــــى بــلا سُــلالةٍ   أُخـــرى لــها ســلالة ٌ

مــا وُلِدتْ ولـــــم تلِدْ مــا وُلِدَتْ لكــن ْ تلِدْ

26

ابنُ الضياءِ وليسَ فيه صِـفَاتهُ   مــــعْ أنَّهُ  عـبدٌ  يُـذمُ  ســوادهُ

مُتَكبِّرٌ لا يستطيعُ تنازلا   لكـنّهُ متـألـقٌ فيمــــــا علا

25

أيّ بيت ٍ ليــــسَ فيه   فيه إحســـاسٌ وروحٌ

ســـــاكن ٌ يحيا بِدَمْ   فيـه مــدْحٌ فيـه ذَمْ

24

وواقــــــفة ٍ على رِجْل ٍ   وأعينها ثلاثٌ لـــــــمْ

ولا تشكو مــــــن التعبِ   يكـنْ فيها سوى اللهبِ

23

قـــــوْسٌ ولا سَهمٌ لهُ تبـــــصرهُ  لكـنَّمــا

مــــــنذُ القــــديمِ حِسَّهُ   لا تستطــــيعُ لَمْسَهُ

22

وَلابِـــس ٍ قُــــبّعة ً   لــكنَّهُ يــخْلَعُــها

جمـــــــيلة ً  إذا  وَقَــفْ   إذا مشــى إلى الهدَفْ

21

أيّ شــيءٍ يا بصيرا ً رغـــــــم هـذا لا تـراه ُ

دائمــــا ً دوما ً أمامك ْ   فَهْو قـد فـاقَ مـقـامـكْ

20

سِـلْكٌ  لا  نســـــتغني عنه   من غيرِ المعدنِ مصنوع ٌ

فــــي دول ِ العالم ِ قدْ  وُجِدا    لا يُلمَـــــسُ ، لا يُصهرُ أبدا

19

جــارانِ مُــخـتـلــفـانِ   صَــلْبانِ أو سائلانِ

قَدْ جُمِّعا بمكانِ   تأكـلهمــــــــــا بثوانِ

18

حَرْب ٌ ضَــــروسٌ وَقعَتْ   صارتْ بتاريـــــخِ الدُّنى

قــدْ أهلكتْ سُدْسَ البشَرْ   جــــريـمــة ً  لا   تُـغــتـفَـرْ

17

ما دولـــــة ٌ قدْ قُسِّمــتْ   أحلــــى البناتِ بناتُها

علـى مـُــــلوكٍ أربعَةْ   فــــيها شبـابٌ أربعَةْ

16

مـــــا شيءٌ في كلِّ مكانٍ   لا يمكنُ أنْ يمضـــي يومٌ

يبكــي إنْ دَوّرنا رأسَهْ   إلا نستــعمـــــلهُ خِلْسَةْ

15

لا تمشـــي  أبدا ً رجْلاهُ   مفتوحُ العينين ِ وأعمـــى

إلا إنْ فـُــقِــأتْ عينـاهُ   مِـنْ خيرِ المَعدن ِ سَوَّاه ُ

14

ومسـرعٍ بـدِقّـــة ٍ   بلا وقـــود ٌ قد جرى

سُــرعتهُ لا تُنْتَقــصْ   وكلمـــــا طــالَ نقصْ

13

عِبـادةٌ مَشْـرُوعَـة ٌ، وسُنَّــــةٌ   ويستحيلُ أنْ ترى في لحظـةٍ

حَميدة ٌ، للمسلمينَ أجرُها   واحدةٍ اثنينِ قدْ قاما بها

12

بِلوْن ِاللجين ِ، ترى كلَّ شيءٍ   وإن  شئتَ  رؤيتها  ستــراكَ

وفــي كلِّ بيتٍ تراها تكونْ   ولــيسَ لها بَصْرٌ أو عُيونْ

11

أنا القاضي ويحتكمونَ عندي مَعَ أنَّ الجُورَ قبلَ القِسْط ِعندي

وإنصافي يعيدهمو إليّا وأنَّ الظلمَ قبلَ العدلِ فيّا